اجتماع مشترك بين جمعية حماية الطبيعة وقوى الأمن الداخلي لمواجهة الصيد الجائر وتأثير النزاع على الطيور المهاجرة

0

في ظل تزايد المخاطر التي تهدد الطيور المهاجرة خلال موسم هجرة الخريف لعام 2024، وفي مواجهة التحديات الأمنية والعسكرية المستمرة بسبب العدوان الإسرائيلي على لبنان، عقد أدونيس الخطيب، المنسق الميداني للصيد المسؤول في جمعية حماية الطبيعة في لبنان SPNL والمشرف العام على وحدة مكافحة الصيد الجائر في الجمعية، وشيرين بو رفول رئيسة وحدة مكافحة الصيد الجائرومديرة مكتب لبنان في اللجنة الدولية لمكافحة ذبح الطيور CABS شيرين بو رفول، اجتماع عمل مع رئيس شعبة العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي العقيد جوزيف مسلم، تمحورحول سبل استمرار العمل على مواجهة الصيد الجائر وحماية مسار الطيور المهاجرة عبر لبنان، مع التركيز على توثيق المخالفات، وتفعيل التعاون بين مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية.

وقد أبدى الخطيب التزاماً مستمراً بحماية التنوع البيولوجي في لبنان عبر تكثيف الجهود للتصدي للصيد غير القانوني في المناطق المهددة، إلى جانب مراعاة الظروف الأمنية الراهنة التي خلّفها العدوان الإسرائيلي وتأثيراته على البيئة والحياة البرية في لبنان.

رصد مبادرات مكافحة الصيد الجائر وتوثيق المخالفات

أشار أدونيس الخطيب، خلال الاجتماع، إلى الجهود التي تبذلها جمعية حماية الطبيعة في لبنان لرصد وتوثيق المخالفات المتعلقة بالصيد الجائر. وأوضح الخطيب أن الجمعية تعمل على جمع بيانات شاملة حول المواقع التي تشهد مخالفات صيد مكثفة، وذلك من أجل إعداد تقارير دقيقة تُرفع إلى النيابة العامة في وقت لاحق لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

كما شدد الخطيب على أهمية دعم القوات الأمنية والعسكرية لهذه المبادرات، مؤكداً التزام قوى الأمن الداخلي بمساندة جهود الجمعيات البيئية عبر تقديم الدعم اللوجستي والأمني، خصوصاً في المناطق التي تشهد نشاطًا مكثفًا للصيد الجائر. وأوضح أن العمل المشترك بين قوى الأمن الداخلي والجمعيات البيئية يعكس أهمية حماية الطبيعة في الحفاظ على استقرار لبنان وتعزيز الاستدامة البيئية.

تأثير العدوان الإسرائيلي على مسار الطيور المهاجرة

أكد الخطيب أن الوضع الأمني والعسكري المرتبط بالعدوان الإسرائيلي الأخير قد ترك آثارًا سلبية على الطيور المهاجرة التي تمر بلبنان خلال رحلتها الموسمية. وأشار إلى أن أصوات القذائف وعمليات التدمير الناتجة عن النزاع أثرت بشكل كبير على هذه الطيور، حيث أن الاضطرابات الصوتية والبيئية تسببت في ارتباك الطيور وتغيير مسار رحلتها، مما يجعلها عرضة لمخاطر غير محسوبة. وأضاف أن الجمعية تقوم برصد تأثير هذه الظروف الطارئة على الطيور المهاجرة لضمان تكامل الجهود المبذولة للحفاظ على هذه الكائنات وحماية موائلها الطبيعية.

خطة تطوير الأدوات والتقنيات الحديثة لمكافحة الصيد الجائر

في إطار الخطط المستقبلية، أعلن أدونيس الخطيب أن جمعية حماية الطبيعة بصدد إدخال أدوات وتقنيات حديثة مثل التتبع بالسواتل وتحليل البيانات المتقدمة، بهدف مراقبة أنشطة الصيد في مناطق لبنان بشكل أكثر دقة وفاعلية. وأوضح أن هذه التقنيات، التي لم يكن من الممكن تحقيقها قبل بضع سنوات، ستساهم في تحسين قدرة الجمعية على تتبع حركة الصيادين غير القانونيين وتوثيق نشاطاتهم بشكل شامل، مما يُعد خطوة مهمة نحو توسيع نطاق الحماية وتطبيق القوانين البيئية بفعالية.

وقال الخطيب: “إن إدخال هذه الأدوات يفتح لنا آفاقًا جديدة في مكافحة الصيد غير القانوني، ويسمح لنا بإغلاق الثغرات التي يستغلها الصيادون المخالفون. كما يوفر لنا معلومات قيّمة تعزز من فعالية الخطط الأمنية الموجهة نحو حماية الحياة البرية والطبيعة في لبنان”.

وأضاف أن هذه الأدوات الرقمية ستُستخدم أيضًا للتعاون بشكل أفضل مع الجهات الأمنية، مما يساهم في تسهيل مشاركة المعلومات بين الأجهزة المعنية وتعزيز الرقابة على الأنشطة المخالفة.

التوعية المجتمعية والتنسيق مع السلطات المحلية

واستعرض الخطيب، خلال الاجتماع، برامج التوعية التي تقوم بها الجمعية بهدف تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية مكافحة الصيد الجائر. وأشار إلى أن الجمعية تستهدف توجيه رسائل توعوية إلى الصيادين والمجتمعات المحلية لتوعيتهم بأهمية الحفاظ على الطيور المهاجرة والتقيد بالقوانين البيئية التي تمنع الصيد الجائر.

وأكد الخطيب أن قوى الأمن الداخلي تولي أهمية كبيرة لدعم هذه الجهود التوعوية عبر التعاون مع المجالس المحلية والمؤسسات التعليمية والجمعيات البيئية، لضمان تحقيق تغيير إيجابي ومستدام على مستوى المجتمع. وأضاف أن التوعية تعد أحد أهم الأسلحة في مواجهة تحديات الصيد الجائر، حيث إنها تعزز من مشاركة المواطنين وتشجعهم على أن يكونوا جزءًا من الحل بدلاً من أن يكونوا جزءًا من المشكلة.

التعاون مع الجهات العسكرية لتعزيز فعالية مكافحة الصيد الجائر

ولفت الخطيب إلى أن التعاون مع القوات المسلحة اللبنانية يعتبر ركيزة أساسية لضمان نجاح خطط مكافحة الصيد الجائر، خاصة في ظل التحديات الأمنية المرتبطة بالوضع الإقليمي المضطرب. وأكد على أهمية التنسيق المستمر بين القوات العسكرية والأجهزة الأمنية والجهات البيئية للتصدي للصيد غير القانوني في المناطق الحساسة وضمان حماية الحياة البرية على طول مسار هجرة الطيور في لبنان.

وأضاف أن القوات المسلحة تقوم بتوفير الدعم اللوجستي في بعض المناطق التي يصعب الوصول إليها، وتعمل على تأمين المواقع التي تشهد مرور الطيور المهاجرة، وذلك لضمان تنفيذ قوانين حماية البيئة بشكل فعّال.

توجهات مستقبلية وتوصيات للحفاظ على الطيور المهاجرة

في نهاية الاجتماع، اتفق الطرفان على ضرورة الاستمرار في تعزيز التعاون بين جميع الجهات المعنية بمكافحة الصيد الجائر. وأوصى الخطيب بأن تُرفع توصيات عملية إلى الجهات المعنية لمتابعة الجهود المشتركة بشكل مستدام، على أن تُدعم الخطط المستقبلية بتقنيات مراقبة جديدة ووسائل توثيق مبتكرة، بما في ذلك استخدام الطائرات المسيّرة للتصوير الجوي، التي يمكن أن تقدم رؤية شاملة لمواقع الصيد الجائر.

كما أشار الخطيب إلى أهمية تعزيز التعاون الدولي في مجال حماية الطيور المهاجرة، ودعا المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم الفني والتقني للبنان في إطار حماية الطبيعة، مؤكدًا أن قضية الصيد الجائر تتجاوز الحدود الوطنية وتحتاج إلى جهود دولية منسقة لضمان سلامة الأنواع المهاجرة.

عن جمعية حماية الطبيعة في لبنان

تأسست جمعية حماية الطبيعة في لبنان (SPNL) في عام 1984، وهي منظمة غير حكومية تسعى إلى حماية التنوع البيولوجي من خلال إشراك المجتمع المحلي، ودعم ممارسات الصيد المستدام، وتعزيز الوعي بأهمية حماية الموارد الطبيعية. تعتمد الجمعية في عملها على نهج “الحمى”، الذي يُعتبر أحد الأساليب التقليدية لحفظ الموارد بشكل مستدام.

 

اترك رد