عنجر تحتفل باليوم العالمي لهجرة الطيور
من خلال المبادرة الكريمة للاتحاد الاوروبي وبدعم من مؤسسة مافا ’MAVA’ وبالتعاون مع مهرجان العصافير الذي تنظمه جمعية “جبلنا“، احتفلت جمعية حماية الطبيعة في لبنان SPNL وبلدة عنجر بمعجزة هجرة الطيور تحت عنوان “حافظوا على المياه من اجل الطبيعة والانسان” وباطلاق المشروع الممول من الاتحاد الاوروبي تحت عنوان ” دعم سبل العيش لتخفيف الضغوطات الاجتماعية الاقتصادية والطبيعية على المجتمعات اللبنانية في مناطق الحمى ” ، وذلك يومي السبت والاحد في حمى عنجر في البقاع في 13 و14 ايلول 2014.
حضر الاحتفال مانويل دوران وانطونيو غيلين من السفارة الاسبانية في لبنان ، برونو مونريال ومارشيلو موري من بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان، مجلس بلدية عنجر – حوش موسى، رئيسة جمعية “جبلنا” يولا نجيم، رئيس محمية ارز الشوف شارل نجيم، وحشد من اهالي البلدة وممثلين عن الجمعيات الاهلية ولجان الحمى.
وتضمن الاحتفال باليوم العالمي لهجرة الطيور اكتشاف لمسار النسور التي تعبر فوق عنجر، اضافة الى ركوب الدراجات على طول المجرى المائي من نبع عنجر نحو المستنقعات، ومعرض للمنتوجات القروية التي انتجتها نساء الحمى والحرف المحلية ، كما تضمن الحفل عروض فنية تقليدية، وزيارة الى الموقع الاثري في عنجر المدرج على لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو، اضافة الى التعرف على اعادة احياء الوظائف الايكولوجية لموائل الحمى عن طريق دعم الادارة المستدامة المحلية لانظمة المياه.
وتزامن الحدث مع عيد الصليب الذي يحتفل به اهل عنجر بطريقة مميزة حيث اقيم قداس ديني في الكنيسة الانجلية الارمنية ، تلاها احتفال قدم فيه طبق الهريسة التقليدي. كما تضمن الحدث معرضاً للتعرف على عدد من الانواع المهددة بالانقراض مثل ثعلب النهر وطائر النعار السوري المتواجدان في حمى عنجر التي تختزن العديد من العناصر الايكولوجية مثل النهر والاراضي الرطبة والغابات.
اكدت مديرة مشاريع الحمى في جمعية حماية الطبيعة في لبنان، داليا الجوهري، ان الاحتفال بمعجزة هجرة الطيور ياتي ليبعث امل الحياه في بلدة كانت فيها الحياه تحدياً في يوم من الايام. واضافت “عنجر هي المكان الامثل للاحتفال بهذه المناسبة حيث ان اصرار وصمود المجتمع الارمني في هذه البلدة هو المثل الاسمى لاستمرار الحياه حيث تمكنوا من جعل صحراء قاحلة أراضي غنية بالزراعة الخصبة، والجبال الخضراء والمياه النظيفة والعذبة تنبض بالحياة. واليوم لا يمكن ان يكون هناك رمز امثل من الطيور للاحتفال بارادة الحياة مؤكدين على ارادة الشعب اللبناني الذي يتخذ من طائر الفنيق الاسطوري الذي يعود دائما الى الحياة من تحت الرماد، مثالاً على حبه للحياة وارادة البقاء والصمود“.
ويسجل لجمعية حماية الطبيعة في لبنان SPNL الشريك الوطني للمجلس العالمي لحماية الطيور تعاونها مع البلديات والسكان المقيمين وقطاعات الإنتاج، في استعادة نظام الحمى في مواقع عدة منها إبل السقي وكفرزبد وعنجر والقليلة والمنصوري وعندقت والفاكهة، وسعيها الى إعادة تكريس النظام الموروث في استخدام الموارد وتصنيف الأراضي وحمايتها في جرود الهرمل، وتطوير “مفهوم الحمى” التقليدي الموروث ليتلاءم مع حاجات التنمية المستدامة.
وتعمل جمعية حماية الطبيعة في لبنان منذ العام ٢٠٠٨ في بلدة عنجر التي تم اعلانها حمى ومنطقة مهمة للطيور ، حيث نفذت عدة مشاريع بيئية وزراعية وتثقيفية تهدف الى زيادة الوعي حول المناطق المهمة للطيور والتنوع البيولوجي ضمن الحمى، اضافة الى التعرف على الانواع المهددة بالانقراض والانظمة اليكولوجية من خلال انشطة تريفيهية وتثقيفية متنوعة.
بدوره اثنى ممثل بعثة الاتحاد الاوروبي مارشيلو موري على المشاريع التي تنفذها الجمعية في عنجر، معلناً عن اطلاق مشروع “دعم المجتمع المحلي في حمى عنجر من خلال التمكين الاقتصادي وحماية الطبيعة” والذي يهدف الى تخفيف الضغط الاجتماعي والاقتصادي الناتج عن نزوح اللاجئين السوريين الى كفرزبد وعنجر والفاكهة وعين زبدة من خلال تحسين ظروف المزارعين والرعاة وصيادي الاسماك والتعاونيات النسائية. وأكد موري ان اهداف المشروع تشمل التخطيط والدعم الاقتصادي والتعليم والترويج الاقتصادي للمنتجات في مناطق الحمى.
ممثلة لجنة البيئة في بلدية عنجر – حوش موسى لينا اسطمبوليان شكرت الاتحاد الاوروبي على مساهمته وجمعية حماية الطبيعة على التعاون والتنسيق القائم مع البلدية والمجتمع المحلي في عنجر. وأكدت ان البلدة التي تعتبر منطقة مهمة للطيور وتختزن تراث ثقافي وارث معماري مهم باتت اليوم على خريطة السياحة البيئية للبنان، ونجحت في احتضان العديد من المشاريع التي ساهمت في ادارة المياه وتنظيم صيد الاسماك وتشجير المناطق التي يهددها التصحر.