الاتحاد الدولي لصون الطبيعة يمنح سرحال العضوية الفخرية
حصل أسعد سرحال، المدير العام لجمعية حماية الطبيعة في لبنان (SPNL)، وهي الشريك المحلي لمنظمة بيردلايف إنترناشونال، على جائزة العضوية الفخرية من الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN)، وذلك في خلال اجتماع المجلس الذي عقد في مرسيليا -فرنسا، ضمن فعاليات المؤتمر العالمي للحفاظ على الطبيعة 2020 ، الذي استكشف، هذا العام، الرابط بين التنوع البيولوجي والرفاه البشري والاقتصادي.
تستضيف فرنسا المؤتمر العالمي للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة لأول مرة من 3 إلى 11 أيلول/سبتمبر 2021 في مدينة مرسيليا. ويعد هذا الحدث إحدى أهم الفعاليات الدولية المخصصة للتنوع البيولوجي. ويحشد هذا المؤتمر، الذي ينظم مرة كل أربعة أعوام، خبراء في صون الطبيعة في العالم من مجالات السياسة والبحوث والجمعيات والمنظمات الدولية الكبرى، فضلًا عن منشآت ومواطنين.
ويسلّط هذا المؤتمر الضوء على التزام عالمي يتمحور حول القضايا السبع الرئيسة التالية: المناظر الطبيعية، المياه العذبة، المحيطات، تغيّر المناخ، الحقوق والحوكمة، المعارف والابتكار والتكنولوجيا، والنظم الاقتصادية والمالية.
هذا وقد اشاد المجتمعون بمساهمات سرحال البارزة في الحفاظ على الطبيعة والموارد الطبيعية في لبنان وغرب آسيا وفي تعزيز أهداف الاتحاد الدولي لصون الطبيعة.
ويشار الى ان سرحال قد فاز أيضًا بجائزة MIDORI للتنوع البيولوجي لعام 2018، كما أنه قاد إحياء نهج الحمى القديم في لبنان وحفّز انتشاره في جميع أنحاء المنطقة، إلى جانب شبكة من الشركاء والجهات المانحة. من الناحية العملية، مكّن نهج الحمى الناس من المشاركة وتطوير القيادة في صنع القرار، وتمكينهم من حماية تراثهم الطبيعي والثقافي وتوفير سبل عيش مستدامة لهم، وتسهيل تعايشهم مع الطبيعة.
بهذا استطاع مستشار المجلس العالمي في منظمة بيردلايف إنترناشونال ترجمة الواقع الخاص للمنطقة والتحديات والاحتياجات في سياق التنوع البيولوجي إلى المجتمع الدولي، ما أدى إلى مزيد من الفهم لأنظمة الحماية والحفاظ على الطبيعة في غرب آسيا.
مدركًا فعالية النهج المجتمعي في الحفاظ على الطبيعة وتنمية المجتمع، أنشأ سرحال وفريقه، جنبًا إلى جنب مع جهات فاعلة بارزة، 25 منطقة حمى، تغطي 6٪ من الأراضي اللبنانية، كما وأنه نجح في وضع الحمى في المرتبة الرابعة للمحميات في لبنان.
وتأتي هذه الجائزة اليوم لتضيف الزخم إلى رحلة سرحال المستمرة منذ 40 عامًا ومعركة نشر القيم والمبادئ والوعي اللازم لمستقبل مستدام وصحي. سيتابع مدير SPNL في عمله الدؤوب مع النشطاء وصناع القرار لتقديم النتائج الفعالة لحفاظ على الطبيعة.
ويتيح المؤتمر العالمي للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة الذي يضم دول وسلطات محلية، وعلماء، وممثلين عن القطاع الخاص وعن المجتمع المدني فرصة فريدة إذن للحفاظ على أرفع مستويات الجهود الدولية المبذولة من أجل التنوع البيولوجي. ويمثل هذا المؤتمر إحدى أولى الفعاليات الواسعة النطاق التي تعقد من أجل البيئة منذ بداية تفشي جائحة فيروس كورونا، وقبل الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن التنوع البيولوجي التي ستعقد في كونمين وقبل الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ التي ستعقد في غلاسكو.
ويتيح المؤتمر بذلك فرصة تقييم المبادرات التي استهلت في إطار “مؤتمر الكوكب الواحد” الذي عقد في كانون الثاني/يناير 2021 في باريس والذي خصص للتنوع البيولوجي، ولمبادرة “السور الأخضر العظيم” و “الخطة من أجل البحر الأبيض المتوسط النموذجي عام 2030” بصورة خاصة.
ويحضّر المؤتمر كذلك للدورة الخامسة عشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن التنوع البيولوجي التي ينبغي أن يتحقق من خلالها في مجال التنوع البيولوجي ما تحقق من خلال الدورة الحادية والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ في مجال المناخ، ألا وهو تحديد إطار العمل في مجال التنوع البيولوجي على المستوى العالمي لما بعد عام 2020. وسيحفز المؤتمر الدولي لحفظ الطبيعة بالفعل التبادل بين المشاركين فيه بشأن تحقيق الأهداف الرئيسة في ذلك الإطار العالمي، وتشمل على سبيل المثال لا الحصر تلك الأهداف حماية نسبة 30 في المئة من الكرة الأرضية، وإصلاح النظم الإيكولوجية، وحماية الأنواع، وحشد الموارد المالية.
وتندرج الروابط بين التنوع البيولوجي والصحة من جهة والمسائل المتعلقة بالإنعاش الاقتصادي القائم على الطبيعة من جهة أخرى في صميم المحادثات التي ستجري في سياق الأزمة الصحية الراهنة، على غرار نهج “صحة واحدة” ومبادرة مشروع تجنّب ظهور الأمراض الحيوانية المصدر.