مقابلة مع رئيس تحرير مجلة “صيد” ادونيس الخطيب

0

بعد صدور عددين ورقيين منها وتحولها الى مجلة الكترونية التقت طيورنا ادونيس الخطيب رئيس تحرير مجلة “صيد ” لتستفسر منه عن هذا التحول في المجلة وعن الخطاب الذي تعتمده في التعاطي مع الصيادين لأجل حماية الطبيعة .

• انها تجربة جديدة وملفتة في العالم العربي ان يكون هناك مجلة تتحدث عن حماية الطبيعة وترفع عنوان ” صيد ” كيف تفسرون ذلك؟

لقد تعود الناس في بلدنا على فكرة ان الصيادين والبيئيين هم اعداء بسبب تضارب الاهداف ولكن هذه النظرة ليست صحيحة، فالمعروف عالميا ان اشهر الصيادين في العالم هم من اسس محميات لحماية الطيور والحيوانات لان تقلص عددها يضر بهوايته وينعكس سلبا على حياته. وهذا ما يؤكد ان الاهداف ليست متضاربة بين الصيادين والبيئيين فكلاهما يريد بقاء الطير.

نحن رفعنا شعار الصيد لنخاطب الصياد من قلب هواياته وبلغته ليكون جنبا الى جنب مع حماة الطيور ويصطاد طرائد الصيد فقط ويتمتع بمشاهدة الطيور المحلقة ، ونحن نسعى دائما الى التفريق بين كلمة صياد وقواص ونعتقد ان هذه المعادلة هي معادلة سحرية تؤثر في الصميم على هذه الشريحة لانها تجعل الصياد في مواجهة القواص الذي يقتل الطيور بجهل ويقضي على هواية الصيد ولان البيئي والصياد تعودا على لغة العداوة بسبب جهل من الاثنين والتراكمات التي اوجدتها اللغة الخاطئة المستعملة بينهما على مدى سنوات . وهذا لن يجدي نفع ابدا.

 • هل تعتقدون انكم حققتم شيئا في هذا الأمر ؟

طبعا واول انجاز اننا اقمنا توأمة مع جمعية حماية الطبيعة في لبنان ، هذه الجمعية الوحيدة التي تفهم هذه المعادلة وتتكلم بهذه اللغة وتحقق انجازات فعالة ، وقد اصبح الكثيرون من الصيادين والبيئيين حولنا يتكلمون بهذه اللغة ومقتنعون ان الصياد هو بيئي والقواص هو مدمر الطبيعة وهواية الصيد .

واليوم نحنا نقوم بمشاريع مشتركة مع الجمعية وتلاقي صدى مهم عند الصيادين الذين كانوا يبحثون عن مكانة لهم تبعدهم عن القواصين ولا تضعهم في خانة الاتهام العبثي .

 • لماذا تخاطبون الصيادين في موقعكم باللغة العربية عوضا عن الانكليزي التي هي لغة عالمية ؟

ان اولى خطوات النجاح هي ان تخاطب الشريحة التي تتوجه اليها بلغتها وتعابيرها لتؤثر بها ، فالمعروف ان للصياد قاموسه الخاص وعاداته وتقاليده وقصص فأذا حدثته بلغة غير لغته فأنت تحكم على التواصل معه بالفشل.

ولكن هذا لا يعني اننا لن نتحدث بلغات اخرى ولهذا اسسنا الموقع على اساسا 3 لغات عربي انكليزي فرنسي واننا بصدد اطلاق الموقع بهذا الشكل في اقرب فرصة يتوفر فيها الدعم لذلك، لانني اقوم بهذا الجهد منفردا وبإمكانيات محدودة .

 • كيف تم التواصل بينكم وبين جمعية حماية الطبيعة ؟

التواصل تم بعد دعوة صياد صديق على علاقة بالجمعية للمشاركة في ورشة عمل اقامتها الجمعية في بيروت حاضر فيها صيادون اجانب وعرب اقاموا محميات مهمة في دولهم. وهناك تعرفت على مدير الجمعية الدكتور اسعد سرحال وحين قرأ عناوين مجلتنا طلب مني التحدث امام الجميع عنها وعن عملنا في هذا الاطار وقد لاقى كلامي استحسانا كبيرا عند الجميع الذي صفقوا واكدوا ان هذه اللغة هي لغة معبرة وفعالة وليست استعراضية وتعتمد على الاتهام والشتائم المتبادلة بين الصياد والبيئي.

وبعد ذلك اصبح هناك تواصلا اقوى ادى الى دعوتي من قبل اسعد الى ورشة عمل اخرى لجمعية البيرد لايف انترناشيونال في الاردن العام الماضي كان هدفها ايجاد صيغة للتواصل بين الناس لحماية البيئة . وقد تحدثت ايضا عن تجربتنا واعتبرها الجميع تجربة جديرة بالاهتمام لانها كسرت حاجز العداوة بين الصياد والبيئي وادت الى حوار فعال وودي. وهكذا استمرينا في العمل مع الجمعية وها نحنا اليوم نحقق انجازات مهمة في لبنان في موضوع تنظيم الصيد الذي يحمي الطبيعة ويساعدنا في ذلك صيادون كثر في نشر الوعي ومدنا بصور المخالفات . واخر الانجازات كان اعلان عن اول محمية للصيد والرعي المستدام في لبنان في منطقة البقاع مع بلدية الفاكهة ، وهذا يعني عمليا بداية تحديد مناطق خاصة للصيد لأجل حماية مناطق اخرى.

• ما هي خطواتكم المقبلة في الموقع ؟

لقد قمنا بخطوة مهمة وهي اليوم تظهر نتائجها بشكل تصاعدي وهي عبارة عن مسابقة الكترونية لإمتحان الصيد تساعد الصياد على امتحان نفسه بنفسه واختبار معلوماته قبل اجراء الامتحان الحقيقي( الذي هو من مسؤولية الدولة ونوادي الرماية المعتمدين من قبل وزارة البيئة ؤ ) .وهذ سيساعد برأينا على نشر الوعي عبر مسابقة وتحفيز للقدرة على التفوق التي عادة ما يسعى اليها الصياد ليتباهى بنفسه.

واود ان اشير الى اعتقادنا اننا في موقع صيد قد خلقنا نوع جديد من الصحافة هي صحافة المغامرات والطبيعة لان اللغة البيئية المعتمدة هي لغة علمية جامدة وتلقينية ، ولهذا لم تحقق فعلها خصوصا في عصر اصبح الانسان يحتاج اكتر الى معلومة سريعة علمية ومثيرة تواكب ايقاع يومه.

• كلمة اخيرة

اشكركم على الاهتمام واؤكد على لغة التواصل هذه لانها تحقق انجازات كبيرة واكبر دليل على ذلك مقابلة اجريناها مع خبير الطيور البريطاني ريتشارد بوتر وقرأها كل الصيادين واشادوا بها لانه قال انا والصيادين نحتاج الى الطيور هم للصيد وانا لاشاهدها، وهكذا اصبح صديقهم بسبب كلمة.

 

اترك رد