وفد بيئي يلتقي رئيس البلدية بيروت لبحث إنشاء محمية بحرية وحماية المواقع الطبيعية في العاصمة

0

في إطار الجهود الوطنية لحماية البيئة البحرية وتعزيز استدامة النظم البيئية الساحلية، قام وفد مشترك بزيارة رئيس بلدية بيروت عبد الله درويش، وعضو المجلس البلدي أنطوان السرياني، لمناقشة سبل حماية الشاطئ البيروتي، وضمان إنشاء حمى بحرية في منطقة شاطئ الرملة البيضاء، كجزء من حملة شبكة المحميات البحرية في لبنان. وكان الوفد قد زار قبل اسبوعين سعادة محافظ بيروت القاضي مروان عبود، للسبب عينه.

وضم الوفد كلًا من مدير عام جمعية حماية الطبيعة في لبنان (SPNL) أسعد سرحال، ورئيس التجمع اللبناني للبيئة مالك غندور، وعضو حملة الأزرق الكبير نزيه الريس، والخبير في الاستشارات البيئية درين المولى. وتمحور اللقاء حول أهمية إدراج شاطئ الرملة البيضاء ضمن شبكة المحميات البحرية، بهدف الحفاظ على التنوع البيولوجي، وحماية الأنواع البحرية المهددة بالانقراض، وضمان استدامة النظم البيئية البحرية، بما ينسجم مع التزامات لبنان البيئية الدولية، خاصة هدف 30×30 الذي يهدف إلى حماية 30% من المساحات البحرية والبرية بحلول عام 2030.

شبكة المحميات البحرية في لبنان: خطوة نحو الاستدامة البيئية

تأتي هذه المبادرة في سياق الجهود المبذولة لإنشاء شبكة المحميات البحرية في لبنان، التي تهدف إلى حماية النظم البيئية البحرية والساحلية في مختلف المناطق اللبنانية. وتشمل الشبكة عدة مواقع بحرية ذات قيمة بيئية عالية، مثل منطقة صور، وجزر النخل، والرملة البيضاء، ودالية الروشة، بهدف الحفاظ على المواطن الطبيعية للأسماك والكائنات البحرية، وتعزيز استدامة الموارد البحرية، ودعم المجتمعات المحلية التي تعتمد على الصيد والسياحة البيئية.

وقد تم خلال اللقاء تسليط الضوء على أهمية حماية المواقع الطبيعية في منطقة دالية الروشة، بما في ذلك صخرة الروشة والمغاور البحرية المحيطة بها، والتي تُعتبر موئلًا شبه وحيد لفقمة الراهب المتوسطية المهددة بالانقراض، والتي تحتاج إلى بيئة آمنة خالية من التدخلات البشرية المفرطة والتلوث البحري. كما أشار أعضاء الوفد إلى المخاطر البيئية التي تهدد هذه المواقع، مثل التوسع العمراني غير المدروس، والتلوث البلاستيكي، والممارسات السياحية العشوائية، مما يستدعي اتخاذ إجراءات سريعة لحمايتها.

تفاعل إيجابي من الجهات الرسمية

من جهته، أعرب رئيس بلدية بيروت عبد الله درويش عن اهتمامه بالمقترحات التي طرحها الوفد، مشيرًا إلى أن بلدية بيروت تعمل على تطوير سياسات لحماية البيئة الساحلية ضمن خطتها الاستراتيجية، مؤكدًا أن حماية الشواطئ والمواقع الطبيعية تُعدّ أولوية للحفاظ على الطابع البيئي والسياحي للعاصمة.

وأكد درويش أن البلدية منفتحة على التعاون مع الجمعيات البيئية والخبراء لإيجاد حلول مستدامة لحماية الشاطئ البيروتي، مشيرًا إلى أن حماية الرملة البيضاء ودالية الروشة لن تعزز فقط الاستدامة البيئية، بل ستسهم أيضًا في تحسين جودة الحياة لسكان بيروت، وتدعم السياحة البيئية.

إجراءات مقترحة وآفاق التعاون

خلص الاجتماع إلى ضرورة اتخاذ مجموعة من الخطوات العملية، من بينها:

  1. إعداد دراسة متكاملة حول الوضع البيئي لشاطئ الرملة البيضاء ودالية الروشة، تشمل تقييم المخاطر البيئية والتوصيات العملية للحماية.
  2. إطلاق حملة توعوية بالتعاون بين الجمعيات البيئية والبلدية، لتعزيز الوعي بأهمية حماية الشواطئ الطبيعية في بيروت.
  3. التنسيق مع الجهات المعنية مثل وزارة البيئة ووزارة الأشغال العامة والنقل، لضمان اتخاذ التدابير القانونية اللازمة لإعلان المحمية البحرية.
  4. تشجيع السياحة البيئية المستدامة في هذه المناطق، بما يضمن التوازن بين التنمية والحفاظ على البيئة.

نحو التزام وطني لحماية البيئة البحرية

تشكل هذه الجهود جزءًا من التزام لبنان بالمحافظة على تنوعه البيولوجي، وتعزيز سياسات الحماية البيئية، وفقًا للاتفاقيات الدولية التي وقع عليها. كما تأتي ضمن الجهود الرامية إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصة الهدف 14 المتعلق بالحفاظ على المحيطات والبحار والموارد البحرية.

ويعكس هذا الاجتماع أهمية التعاون بين المجتمع المدني والجهات الرسمية في تطوير سياسات بيئية مستدامة، تضمن الحفاظ على التراث الطبيعي اللبناني للأجيال القادمة، وتعزز مكانة بيروت كمدينة تمتلك شواطئ طبيعية تستحق الحماية والتنمية المستدامة.

اترك رد