بتخنيه: أرض الذهب الأسود تعلن أول حمى وقفية في لبنان

0

تُعتبر بتخنيه، الواقعة في قلب جبال لبنان، بلدة نموذجية مشهورة بالهندسة المعمارية على الطراز الإيطالي، والمناظر الطبيعية الخلابة، وارتباطها العميق بالطبيعة. وتشتهر باسم “أرض الذهب الأسود”، في إشارة إلى غابات الصنوبر التي تُشكل مصدرًا حيويًا لرزق المجتمع المحلي.

جزء من مشروع بيوكونكت لحماية البيئة

تندرج هذه المبادرة ضمن مشروع بيوكونكت الممول من الاتحاد الأوروبي، والذي يهدف إلى تعزيز الممارسات البيئية المستدامة، وتعزيز التوازن البيئي والاقتصادي في المنطقة.

بلدة بتخنيه: نموذج بيئي فريد

مع 60% من أراضيها مغطاة بالخضرة الكثيفة، تحتضن بتخنيه غابات صنوبر شاسعة تنمو في التربة الرملية الفريدة التي تميز المنطقة. لا تقتصر أهمية هذه الغابات على دعم سبل العيش المحلية، بل تلعب أيضًا دورًا أساسيًا في الحفاظ على التوازن البيئي والتنوع البيولوجي.

خطوة رائدة في حماية الطبيعة

اليوم، تتخذ هذه البلدة الغنية بالتاريخ والبيئة خطوة سبّاقة في مجال الحفاظ على الطبيعة من خلال إعلان أول حمى وقفية في لبنان—وهي محمية طبيعية يديرها المجتمع المحلي، وتُعد الحمى رقم 34 في لبنان.

قرار تاريخي لحماية البيئة

في 13 مارس 2025، قام مجلس أوقاف بتخنيه باتخاذ قرار تاريخي عبر تصنيف عدة أراضٍ كحمى طبيعية، وهي العقارات ذات الأرقام 987، 989، 990، 991، 1002، 759، 766، و761.

تسعى هذه المبادرة الجريئة إلى:
حماية التنوع البيولوجي المحلي
إحياء الممارسات التقليدية لإدارة الأراضي
تعزيز التنمية الريفية المستدامة

انضمام بتخنيه إلى شبكة الحمى في لبنان

مع انضمام بتخنيه كـ الحمى رقم 34، تُعزز هذه الخطوة شبكة المحميات المجتمعية في لبنان، لتنضم إلى 33 موقعًا آخر، بما في ذلك:

شمال لبنان: عندقت، منجز، رويمة-المعبر الأبيض، أنفه
البقاع: خربة قنافار، القرعون، عين زبدة، عيتنيت، كفرزبد، عنجر، فاكهة، شربين، غرب بعلبك
جنوب لبنان: قيتولي، روم، إبل السقي، قُليلة، المنصوري، أرنون
جبل لبنان: ترشيش، عاقورة، كيفون، حمانا، رأس المتن، كفرمتى، منصورة، بعقلين، جديدة الشوف، راشيا، بيصور، سوق الغرب، عبادية، عين حرشا

شراكة من أجل مستقبل أكثر خضرة

إن حمى أوقاف بتخنيه ليست مجرد مشروع محلي، بل هي نتيجة شراكة استراتيجية بين جمعية حماية الطبيعة في لبنان (SPNL)—الشريك الوطني لـ بيردلايف إنترناشونال—وبلدية بتخنيه.

ستلعب SPNL دورًا محوريًا في تقديم الخبرات الفنية، والدعم الاستشاري، وبرامج التدريب لضمان نجاح إدارة الأراضي المستدامة. وتعكس هذه الشراكة قوة العمل الجماعي في حماية الثروات الطبيعية للبنان.

جسر يربط بين الطبيعة والثقافة والمجتمع

لا يُعتبر مشروع حمى أوقاف بتخنيه مجرد محمية بيئية، بل هو جسر يربط بين الطبيعة والثقافة والناس. تقع هذه الحمى في وادي نهر بيروت، وستكون جزءًا من برنامج دروب الحمى، الذي يربط بين المناطق المحمية الأخرى، مما يعزز السياحة البيئية ويخلق شبكة من مناطق الحماية.

المبادرة أيضًا ترتكز على تمكين المجتمع المحلي، من خلال:
دعم المزارعين المحليين عبر برنامج مزرعة الحمى لضمان ممارسات زراعية مستدامة وتحقيق فوائد اقتصادية.
إشراك الشباب المهتمين بالبيئة عبر برنامج حراس الحمى لإعداد جيل جديد من قادة حماية البيئة.
تمكين النساء وخلق فرص عمل من خلال سوق الحمى لعرض المنتجات والحرف المحلية.

التعليم: مفتاح الأثر المستدام

يُعتبر التعليم عنصرًا أساسيًا في هذه المبادرة، حيث سيتم إدخال برنامج “مدرسة بلا جدران” (SNOW) في حمى أوقاف بتخنيه، مما يوفر للأطفال والشباب تجربة تعليمية في الهواء الطلق.

سيحل التعليم القائم على الطبيعة محل الفصول الدراسية التقليدية، مما يُعزز المسؤولية البيئية ويُرسّخ التقدير العميق للمناظر الطبيعية الغنية في لبنان.

نموذج للمستقبل

من خلال هذا النهج الشامل، تضع بتخنيه مثالًا غير مسبوق في لبنان لحماية البيئة، وإحياء المجتمعات الريفية، والمحافظة على التراث الثقافي.

إن حمى الأوقاف ليست مجرد أرض محمية، بل هي وعد للأجيال القادمة، وعد بالحفاظ على التنوع البيولوجي، وصون التقاليد المحلية، وخلق مستقبل مستدام تتعايش فيه الطبيعة والمجتمع معًا.

لمحة عن مشروع بيوكونكت

تموّل المفوضية الأوروبية مشروع بيوكونكت بهدف تحسين إدارة وحوكمة المواقع البيئية المهمة في جنوب لبنان، وإنشاء مناطق محمية جديدة للحفاظ على المناظر الطبيعية والتنوع البيولوجي على نطاق أوسع.

 

🔹 #EUBioConnect4Lebanon

يدعم الاتحاد الأوروبي استقرار لبنان، واستقلاله، وسيادته، وازدهاره، ونظامه الديمقراطي، ويسعى أيضًا لحماية بيئته وموارده الطبيعية من خلال دعم المشاريع المستدامة والتنموية.

لمعرفة المزيد عن عمل الاتحاد الأوروبي في لبنان، تابعوا @EUinLebanon على تويتر، فيسبوك، وإنستغرام.

اترك رد