جبيل تستضيف معرض “على خطاهم” ومبادرة SPNL في اطلاق “سوق الحمى”

0

نظمت جمعية حماية الطبيعة في لبنان SPNL معرض “على خطاهم” “On the Move” وسوق الحمى بالتعاون مع بلدية جبيل وذلك برعاية وزير البيئة محمد المشنوق في المركز الثقافي في جبيل، بمساهمة كريمة من بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان، وصندوق دعم المساواة بين الجنسين التابع لهيئة الامم المتحدة للمرأة، وصندوق شراكة الانظمة البيئية الهامة في منطقة البحر الابيض المتوسط.
نائب رئيس بلدية جبيل أيوب برق، أكد خلال حفل افتتاح المعرض متابعة البلدية لمختلف القضايا البيئية لا سيما حماية الشاطئ من التلوث والحفاظ على التنوع البيولوجي، واثنى برق على ما تضمنه المعرض من ابراز لوجه الطبيعة الجميل واهمية الرعي والانتجاع في المحافظة على التوازن البيئي.
رئيس جمعية حماية الطبيعة في لبنان SPNL رمزي السعيدي شكر وزارة البيئة على رعايتها وجميع الشركاء والمانحين. واعلن عن رغبة الجمعية في التعاون مع بلدية جبيل من أجل اعلان شاطئ جبيل الفريد منطقة حمى بحرية، لينضم الى باقة من الحمى الموزعة في عدة مناطق لبنانية والتي اسهمت في اشراك المجتمعات المحلية في حماية مواردهم الطبيعية وتعزيز النمو الاقتصادي المحلي، ودعم الفئات المهمشة خصوصاً النساء والاطفال.
مديرة منظمة Divers Earth ليزا زغيب تحدثت باسم الاتحاد المتوسطي للطبيعة والتراث، فلفتت الى ان معرض “على خطاهم” On the Move تميز في جميع الدول التي حل فيها، حيث جال في عدة مدن عربية واوروبية بينها تونس وباريس وجنيف، بهدف اعادة احياء نظام الانتجاع وربطه بالتنمية المحلية والتنوع البيولوجي والسياحة البيئية. وأثنت زغيب على الجهود المبذولة في تنظيم هذا المعرض المتنقل من قبل ائتلاف يضم كل من جمعية حماية الطبيعة في لبنان ومنظمة Divers Earth بالاضافة الى جمعيات أوروبية أخرى تحت اسم الاتحاد المتوسطي للطبيعة والتراث. ويهدف هذا الإئتلاف الى تشجيع الرعي والانتجاع بالشراكة مع المجتمعات المحلية لتعزيز التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة.
رنا الحجيري، تحدثت باسم صندوق دعم المساواة بين الجنسين التابع لهيئة الامم المتحدة للمرأة، فأكدت ان هذه المناسبة مع ما تحمله من تنوع في الشراكات الوطنية والدولية انما تعنون لاكثر من بعد ثقافي وبيئي وسياحي كما تنموي في دلالة على ان صندوق دعم المساواة بين الجنسين ، يعمل على ترسيخ مفهوم العدالة الاجتماعية ومبدأ تكافؤ الفرص من خلال تمكين المرأة اقتصادياً وسياسياً، ليس بمعزل عن شراكات تضع المرأة في قلب العمل التنموي المحلي. واضافت الحجيري: “ في هذه الشراكة نسعى لتحسين سبل معيشة المرأة الريفية في لبنان ليس باستحداث نظم جديدة، بل من خلال احياء مفهوم وتقاليد الحمى وبالتالي العودة الى التاريخ والجذور لاحياء ودعم ركائز مفهوم الحمى كنظام تشاركي مجتمعي تقاسم من خلاله جداتنا واجدادنا الادوار واضطلعت المراة فيه بدور اساسي في ادارة الموارد والحفاظ عليها، دون علمهم انهم كانوا يؤسسون لمفهومنا الحديث في استدامة الموارد والادارة السليمة لها.
وأكدت الحجيري ان دعم دور النساء في ادارة الحمى ودعم سبل العيش هو مشروع واعد في خلق مساحة أكبر للمرأة الريفية في ادارة مواردها من خلال نظام مجتمعي نعمل فيه مع جمعية حماية الطبيعة في لبنان لتفعيل دور المرأة، حيث التمكين الاقتصادي للنساء والسعي لمكافحة الفقر وبناء قدراتهن في ادارة الموارد وامتلاك المهارات والقدرات اللازمة في التخطيط والادارة والاقتصاد والتفكير الابداعي وبالتالي بناء ثقافة تعترف بقدرات النساء وبالتعاطي معهن على اساس قاعدة المساواة والمواطنة والحقوق الانسانية.
وتابعت الحجيري : “ ان سوق الحمى هو احد هذه الاوجه التي تعمل على تمكين المرأة الريفية في واقعها البيئي والاجتماعي لرفع مستواها المعيشي في منظومة متكاملة من المهارات ، فالهدف ليس فقط ان تنتج وتبيع وانما ان تصنع وتدير فيصبح دورها صوتاً وفعلاً وتغييراً، ولقد استطعنا في صندوق دعم المساواة بين الجنسين ومن خلال الاستراتيجية القائمة على التشبيك والشراكات تقديم ليس فقط الدعم المالي وانما الفني وبزمن قياسي لتحقيق الكثير من الانجازات بالتعاون الوثيق مع كل نسيج المجتمع ومكوناته.
وقدمت الحجيري لمحة عن الصندوق الذي يدعم برامج تزيد من الفرص الاقتصادية والمشاركة السياسية للمرأة في العديد من الدول حول العالم.
ممثّل بعثة الاتحاد الأوروبيّ في لبنان برونو مونتاريول، اثنى على الجهد الرائع في تنظيم المعرض مقترحاً نقله الى مختلف المناطق اللبنانية.
ونقل مونتاريول تحيات رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان السفيرة أنجلينا ايخهورست ، مؤكداً ان من اولويات عمل البعثة الحفاظ على البيئة ودعم انظمة الحمى والمناطق المهمة للطيور، مشيداً بالجهود التي تبذلها جمعية حماية الطبيعة في لبنان SPNL في هذا المجال.
كلمة وزير البيئة محمد المشنوق القاها مستشاره غسان صياح فأكد ان مفهوم الحمى وتاريخ جبيل لا يختلفان، فالحمى هي الحالة التقليدية لاستدامة الموارد الطبيعية من خلال تفاعل الناس مع ثرواتهم الطبيعية. واضاف: “ ان اطلاق مفهوم الحمى هو من انبل المبادرات وهو مفهوم يعود جذوره الى اكثر من 1500 عام اعتنقه القدماء حفاظاً على الحياة. وشكر صياح جميع الشركاء والمانحين الدوليين الذين يثبتون من خلال دعمهم لجمعية SPNL اولوية حماية البيئة في لبنان.
وختم صياح “أتوجه الى جمعية SPNL بتحية حب وتقدير على جهدهم المتواصل، شكراً لكم يا حماة الحمى أيها المبادرون النبلاء على هذه المبادرات الانسانية قبل ان تكون بيئية والى الأمام”.
وفي ختام الحفل تم تكريم المصور اللبناني اسعد صالح الذي الذي رافق الرعاة في رحلاتهم في الطبيعة بالتعاون مع جمعية SPNL وشارك بمجموعة من الصور المميزة في معرض “On the move”. ومن ابرز الصور التي التقطتها عدسة صالح صورة طفلة في سهل البقاع، الذي يحتضن بيئة شديدة الحساسية، استطاعت جمعية حماية الطبيعة في لبنان، ان تسهم في الحفاظ عليها من خلال نظام الحمى الذي يربط الناس بالطبيعة فيصبحون سياجها الحامي ودرعها الحصين. الصورة وعنوانها “الامل” اختيرت من قبل مصورة مجلة ناشونال جيوغرافيكAnnie Griffiths كصورة مفضلة من بين آلاف الصور التي تنشر عبر موقع المجلة.
وينقل معرض “On the Move” مشاهد الانتجاع وترحال السكان من منطقة إلى منطقة أخرى لأكثر من مرة خلال السنة الواحدة، وهي ظاهرة تم توارثها منذ قديم الزمن من أناس كانو يرتحلون من وسط بيئي إلى وسط بيئي أكثر ملاءمة خلال السنة. وبصفة عامة السكان القدامى كانوا ينتجعون للبحث عن الأوساط البيئية الأكثر ملاءمة لكي يبقوا على قيد الحياة. وأبرز المناطق التي ينتجع فيها هؤلاء السكان هي الجبال والسهول.
وتعتبر تجربة “سوق الحمى” من التجارب الرائدة التي تنفذها جمعية حماية الطبيعة في لبنان التي نجحت في استعادة نظام الحمى في مواقع عدة منها إبل السقي وكفرزبد وعنجر والقليلة والمنصوري وعندقت والفاكهة وجرود الهرمل، وسعت الى إعادة تكريس النظام الموروث في استخدام الموارد وتصنيف الأراضي وحمايتها، وتطوير “مفهوم الحمى” التقليدي الموروث ليتلاءم مع حاجات التنمية المستدامة.
وتضمن معرض “سوق الحمى” في جبيل اجنحة عرض للعديد من المنتجات الريفية من مناطق الحمى ابرزها أشغال التطريز بالإبرة – حمى عنجر، البزق والعود – حمى رأس بعلبك، الربابة والطبل – حمى خربة قنافار، القطع الزجاجية والاكسسوارات – حمى القليلة المنصوري، وحياكة السجاد – حمى الفاكهة.
كما تضمن المعرض ورش عمل تثقيفية وترفيهية لطلاب المدارس حول مختلف الانشطة المرتبطة بحماية الطبيعة واحياء التراث والتي تنفذ في مناطق الحمى ومن ابرز هذه الورش صناعة اعشاش الطيور ، صناعة المنجيرة والطبول والمجوهرات والاكسسوارات والتطريز على القماش وحياكة السجاد، واختتمت هذه الانشطة بحفل موسيقي تقليدي.
وتعمل جمعية SPNL على تمكين النساء في مناطق الحمى واعادة احياء صناعة حياكة السجاد اليدوية التقليدية والاشغال الحرفية والتطريز، بهدف التمكين الاقتصادي وتحقيق المساواة الجندرية، وذلك بدعم من صندوق دعم المساواة بين الجنسين التابع لهيئة الامم المتحدة للمرأة.
ويقصد من إحياء مفهوم الحمى حماية الطبيعة والتنوع البيولوجي والطيور لفائدة للناس وضمان الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية، وكل ذلك بالترافق مع تعزيز سبل عيش المجتمع الأهلي المحلي. وفي هذا السياق، انخرطت الجمعية خلال السنتين الأخيرتين في تشجيع وإحياء الحرف اليدوية التقليدية التي ترتبط مباشرة بالثقافة اللبنانية. وأنشأت الجمعية “برنامج سوق الحمى” لتلبية محلية في تسويق منتجاتهم حاجة أفراد المجتمع الأهلي المحلي، لا سيما النساء، في تسويق منتجاتهن.

اترك رد